اعتاد الناس أن تمشى بوجوه متجهمة .. لكنى فى يوم انتبهت اثناء تأمل السائرين إلى شىء .. ان مشيتهم وتجهم وجوههم يشبه إلى حد كبير الممثلين فى الأفلام الاكشن .. حينما يمشى البطل وورائه سيارة تنفجر واللهب يتوهج كخلفية نارية .. حينها يبدو وجهه صلدا جامدا بشكل مضحك .. انتبهت ان هكذا وجه الذين حولى الان وربما وجهى كذلك وانا غير منتبهة .. وفكرت أن الطفل الصغير لا يمشى ابدا هكذا .. بل انه يغنى ويصفر ويظل يلمس العربات ويركض ويمشى بلامبالاة  .. انه لا يمثل اطلاقا أى دور .. انه يتعامل مع الحياة وكأنها عالم كبير ملىء بالمفاجات والاشياء المثيرة للفضول .. عقله لا يفكر فى تمثيل أى مشهد .. ربما لانه حتى هذه اللحظة لم يتعلم الكذب والاخفاء بعد.

لماذا نمشى بوجوه افلام الاكشن .. لا اعتقد انها نتيجة المعاناة اليومية فحياتنا الحمد لله طيبة وكل يوم يحمل الكثير من الاشياء غير المتوقعة .. بالطبع هو كذلك فمن منا يعرف كيف سيكون يومه وماذا سيقابل .. لكن هذا التجهم الذى نرتديه منذ لحظة النزول قناع حماية .. حماية من غباء البشر والقبح المتناثر سواء فى الشوارع او الاخلاق .. قابلت اكثر من فتاة تخبرنى انها تشعر بالخوف الداخلى وهى فى الشارع .. الخوف من ضوضاء العربات والمترو والزحام .. بالطبع هى لا تبدى ذلك امام الناس بل تكتفى بالسير بقناع متجمد يحمل الكثير من الحياة المضطربة تحته .. وهناك ايضا من يحمل هذا الوجه لأنه بالفعل حزين ومتوتر من الداخل .. لأنه يبغض هذه الوجوه التى يصطبح عليها ولا يريد ان يلقاها .. يريد ان يكون الان فى جزيرة وسط البحر أو بيت أمامه .. يريد الهروب من هذه المواجهة اليومية التى تصيب اعصابه بالغضب والتوتر .. وهناك من يتجمد وجهه لأنه متأثر بالطاقة السلبية حوله.. تلقائيا ينفعل وجهه مثل الاخرين .. فالامر كله مسرحية لا يستطيع أن ينفصل نفسيا عنها ويكون له عالمة الخاص الذى يسعد به ويبتسم لأجله.

لكن الحقيقة ان التمثيل عمل متعب جدا .. ومناقض للطبيعة .. افكر فى كم المباريات السيكولوجية التى يمكن ان يلعبها احدهم مع الاخر كى يخبره انه يحبه .. وانه متمسك به .. لكنه يلعب العابا حمقاء تزيد الامور توترا وجفاء .. هناك من لا يعرف ماذا يريد .. هو بحر واسع من المشاعر المضطربة فيرهق من حوله بطاقته العاطفية الغير ناضجة .. تجده يجيد الانتقام .. ويجيد التعذيب .. والهجر واللامبالاة والتشويق والاثارة .. انسان متعب يظن ان المباراة ستظل مستمرة .. لا يعرف ان الحكم يصفر معلنا النهاية فى لحظة .. لحظة يفقد فيها الطرف الاخر الاهتمام كله .. يفقد الرغبة فى اللعب والتراقص ويريد فقط حياة سعيدة فى علاقة ناضجة متزنة .. ويترك هذا الطفل الصغير فى مشاعره كى يتعلم ان يكبر .. كى يعرف ان الحب طاقة عظيمة لا يصح ان نعبث بها .. بل يجب ان نطلبها ممن يقدر على اعطائها .. وان نوجهها فيما يستحق .. ولا ارى نبعا أوسع من الله عز وجل ولا أرى وجهة غير الخير والعطاء .. لكن حينما يريد الانسان ان يكون محبوبا من الاخرين .. وان يجهدهم نفسيا كى يعطوه الحب الذى يريد .. فإنه سيتعرض لخيبات أمل لا تنتهى .. خيبات ودروس تعلمه ان يتوجه لنبع الحب الصافى .. لنبع الحب الذى مهما سألته وألححت عليه لا يمل منك بل يعطيك اكثر .. ويرويك اكثر .. لماذا لا يفعل الناس ذلك .. لأن الشيطان يعدهم بكل كذب انهم سيجدوا الخلد والحب فى غير الله عز وجل.

علينا ان نتوقف عن مشاهدة التمثيل قليلا .. عن مشاهدة الافلام والمسلسلات وتقليد طريقة هذا وذاك .. ومحاولة عيش تجربة مماثلة .. لأن هولاء اصحاب وجوه صنفرت كثيرا قبل ان تظهر .. ودقائق يصرخون فيها لا تمثل عمر الحياة .. ومشاعر كاذبة ومصدر كذبها انهم لم يعيشوها قط .. لم يفهموها بنضج لذلك تجد المسلسلات مآسى ودراما ونكد .. حينما نعتزل الافلام قليلا سنبدأ فى رؤية الوجوه كما هى .. والتجارب بنضج أكبر لأننا لا نملك مخزونا مزيفا نقيس عليه.. وعلينا أن نكف عن التمثيل والكذب .. لأن التمثيل مرهق وشاق ولا يصنع قصة حقيقية ابدا .. رويدا رويدا نتعلم الصدق مع الذات .. الصدق التام فى الاعتراف بعيوبنا واوجه قوتنا .. الصدق التام فى الحديث .. وفى التعبير عن مشاعرنا .. كفانا ما ضاع من العمر فى تمثيل رخيص جعلنا لا نستطعم جمال الحياة.

فيلم لا ينتهى

by on 1:32 AM
اعتاد الناس أن تمشى بوجوه متجهمة .. لكنى فى يوم انتبهت اثناء تأمل السائرين إلى شىء .. ان مشيتهم وتجهم وجوههم يشبه إلى حد كبير ال...



هل يمكن أن تمتزج الألوان لتكون لونا واحدا .. تمتزج القطة المشمشية بالشارع الرمادى بألوان السيارات المسرعة لتتحول إلى لون واحد .. يمتزج الماضى بالمستقبل ليصبح نقطة واحدة فى الزمن لا تتحرك من عندها .. رغم صعوبة تصور ذلك فإنه ممكن جدا أن يحدث داخل عقل الانسان.

يحدث أن يكون قلب الانسان كالخيل الحر .. ينطلق سريعا ويبطىء ويتوقف ليشرب الماء .. يسترخى قليلا ويأكل من العشب الاخضر ثم يستأنف الركض تجاه الشمس .. انه يجهل تماما طريقه لكن قلبه يملك من الحرية والشجاعة أن يمضى ويتجاوز الغابات المظلمة .. والاشواك التى تجرح ظهره .. وعواء الذئاب المخيف من حوله .. انه يستمتع بكل ذلك ويحس بنسمة الهواء الباردة والحارة جيدا .. ويستطعم مياه الجبال حتى لو كانت الحشرات تطفو بها .. يرى الجمال فى كل شىء ويملك فضول لا نهائى كى يرى المزيد فقلبه لا يشبع من جمال ملكوت الله عز وجل .. يحدث أن يظل القلب هكذا حتى يبدأ فى التعلق بشىء .. حينها تتجمع الألوان من كل مكان كى تتركز فى مكان واحد .. تبدأ الاشعاعات المتبعثرة فى كل مكان فى الانطلاق بكل قوتها نحو هذا الهدف .. فيبدأ الانسان فى نسج قصص وحكايات حوله .. فى صنع مملكة من الوهم يحبس نفسه بداخلها ويلقى بالمفتاح بالخارج .. يغلق النوافذ عن أشعة الشمس الدافئة .. والابواب عن الوجوه المحبة له حبا حقيقيا .. ويستلقى فى سرير من الخيال ينفصل به عن الواقع .. لذلك حينما يخرج إلى الدنيا لم يعد يرى القطة .. ولم يعد يشعر بنسمة الهواء الحلوة .. ولا يستطعم فطوره المعتاد .. لقد سجن قلبه بإرادته فى سجن يحسبه ملون .. لكنه لو أبصر لأدرك انه محاط بحوائط وقضبان تكتم انفاسه وتقصر عمره.

لقد شاهدت أثر ذلك على وجه المتعلق بشخص .. يكون بشوشا سارا مشرقا مقبلا عليك فى أول اليوم ثم يتحول فى آخره إلى وجه حزين يائس .. انه لا يشكو وجع جسدى .. ولا يوما ملىء بالمشاكل .. انه يشكو ان حبيبه تجاهله ذلك اليوم .. هذا كاف جدا كى يرى يومه كئيبا .. كم يظلم الانسان نفسه ... كم يجور عليها حينما يمنعها من أن تنفتح كالوردة البكر كل يوم .. تتمطى وتنظر للعالم الواسع فى تفاؤل وإقبال على الحياة .. كم يظلم حينما يضع الافيال كلها فى غرفة صغيرة .. ثم انه لا يكتفى بذلك بل يضع معها فأر الشك كى يحول المكان إلى صراخ وفوضى .. فينقلب من إنسان مطمئن قلبه مفتوح للحياة إلى انسان مرتاب يرتهن يومه بمزاج صاحبه .. هل معقولا أن نعلق سعادتنا على أحد .. على إنسان غير موجود .. على نقطة فى المستقبل لا نعرفها .. لماذا يحب الانسان دائما المراهنة .. يحب أن ينظر لدائرة الحظ وهى تدور ويحبس انفاسه حتى تتوقف عند الرقم الذى يريد .. ربما ينفق ما فى جيبه كله على هذا الرهان السخيف .. فى حين انه كان من الممكن أن يذهب بهذا المال ويعزم أهله جميعا على أكلة دسمة توطد علاقاتهم وتسجل ضحكاتهم فى ذاكرة الزمن .. لماذا لا يستمتع بما يملك فحسب .. ويحب يومه الجديد والفرص اللانهائية التى أمامه .. والمشاهد التى تنتظره بداية من نزوله إلى الشارع حتى يعود لفراشه ... بإمكانه ان يكتب قصة قصيرة كل يوم يحكى فيها عن المشاهد التى رآها .. فإنها تمثل يوما فى حياته .. وهى بالتأكيد حين تتصل تخبرك بشىء ما لم تكن منتبه إليه .. أليس هذا أفضل بكثير من اللون الواحد الذى تصر عليه .. هل العين بكل تفاصيلها وإعجازها خلقت كى لا ترى .. يمكن لإنسان أن يجعلها كذلك حينما يضع حائط عقلى يمنع دخول اى مشهد إلى قلبه .. وأى طعم إلى لسانه .. انى اقول انه يفعل هذا بكامل إرادته .. وأقول ايضا ان يمكنه فى لحظة قرار أن يهد هذا الحائط تماما ويخرج من سجنه الصغير إلى حضن الحياة الواسع.




كنت أملك مفهوما واحدا عن القوة .. هو الانسان الملىء بالثقة وبرود المشاعر .. الذى تسعى الناس كى تلمس هالة كبريائه .. الذى يمكنه أن يغيب عمن يحب لمدة طويلة ثم يعود ضاحكا غير مبالى .. والذى يسمع طرف كلامك بنفاذ صبر فيعطيك الدواء بكلمات قوية لا تفلح فى إزالة الألم وإن كانت تعطي خطوات عملية للنهوض من كبوتك .. نعم لقد كنت أظن القوة فى حدة النظرة ولا مبالاة القلب والسير بثقة دون الإلتفات لأحد .. وتمنيت كثيرا أن أملك صديق قوى .. وزوج قوى بهذا المفهوم .. ظاهريا حتى أشعر بالامان واجد من يشد بيدى بعيدا عن الاستسلام للألم .. ولكن فى عقلى اللاواعى ابحث عمن يذيق عذاب الحب  ويجعلك فى مباراة نفسية تحرز فيها أهداف حينا وتخسر حينا .. ظللت هكذا لزمن من حياتى ثم قابلت تجارب أنهار أمامها هذا الحائط المشوه تماما.

قابلك أناسا بهذا الشكل بالضبط .. يبدون وكأنهم صخرا لا ينكسر  .. بهرتنى قوتهم وحزمهم سواء فى مواجهة المشاكل أو العلاقات الانسانية المعقدة .. لكنى كنت أشعر بالكثير من الألم الذى قد يمتد ليصبح جسديا مؤلما فى اغلب الاحيان .. ظننت اننى ضعيفة لست مثل هولاء لا أملك القدرة على التجاهل واللامبالاة .. لقد أعتدت أن اغوص فى مشاعر من امامى حتى أعمق نقطة أستطيع الوصول إليها .. عينيه بالنسبة لى بوابة لعالم كامل عجيب بالداخل أريد استكشافه .. اعتدت أن ارى انفعالات وجهه اللحظية مهمة تعبر عن شعور قوى بالداخل .. تعبر عن ذاته وافكاره وتاريخه .. وهذا بالنسبة لى ممتع يستحق الوقت والمجهود للوصول إليه .. لكن كلما أزدادت الحياة العملية كلما قلت مساحة الوقت التى تجعلك تهتم بالناس حقا .. وتتحول تدريجيا إلى آلة صماء تريد الانتهاء من عملها فى أسرع وقت .. لذلك كان البحث اللاواعى عمن يساعد على ذلك فأتجهت انظارى للناس العملية .. التى تدهس كل شىء أمامها سواء العقبات حتى لو كانت عقبة متجسدة فى هيئة إنسان .. فالناس أنواع .. هناك الصاروخ الذى يثقب قلب الغلاف الجوى .. والقطار الذى يقف لدقيقة عند المحطات .. والحصان الذى يهتم بصاحبه ويخلص له ويملك من المشاعر ألوانا مذهلة .. والحنطور الذى يتمهل كى يرى كل شىء حوله .. يسعد بإشراق الشمس ورائحة العشب وصوت حشرات الليل .. ولأننا فى عصر السرعة فإن اهتمامك ينصب على كيف تصبح صاروخا فى أسرع وقت.

وجدت بعد أكثر من تجربة أن صاحب الواجهة القوية القاسية حينما تواجهه الازمات فإنه أسرع الناس انهيارا .. ينهار داخليا ويبدو محتارا خائفا .. فى حين رأيت صاحب القلب الطيب الذى يسامح ويغفر سريعا ويحمل فى قلبه الكثير من الحب والخير الغير مشروط .. وجدته قويا جدا وقت الازمات .. كان أبى رحمة االله عليه أول إنسان اراه تجربة انسانية واضحة للضعف الخارجى المغلف بقوة عظيمة بالداخل .. كان رجل طيب متسامح مجتهدا فى عمله وبارعا فيه .. لكن لم يكن يحظى بالشهرة والمجد وكان مرضاه يدخلون عليه الباب مباشرة بغير إستئذان .. لم يبخل بعلمه على أحد وعالج كثيرا ممن لم يدفعوا مليما بل كان يسعى بنفسه إليهم .. كان رحمه الله يملك الكثير من الخير بداخله وكان عواطفه ومشاعره الحساسة تجعله يبكى احيانا حينما يشعر بجمال قصيدة شعر أو بالخوف أو الحنين .. كان لا يخفى مشاعره كالطفل الصغير ويتركها تنساب على وجهه الحنون الطيب .. كان يرحم ويقبل ويعتذر رحمه الله عليه .. لذلك حينما واجهته أزمات صحية شديدة ومتتالية كان صلبا كالصخر لا يقول ابدا (لماذا يارب) .. بل قال لى (أنى اشعر انى لست جازع) .. أكثر من رأيته فى حياتى صبر على بلائه لذلك حينما مات كان فى سلام .. خرجت روحه فى لحظة بغير ألم وكان وجهه أبيض كالملائكة .. لقد تحطم عند قدمى أبى مفهوم القوة لدى .. حينما مات أنهار هذا الحائط المشوه السخيف الذى بنيته بناء على جهل بداخلى .. رأيت أن القلب الملىء بالرحمة والاحساس لا يجب أن يسجن نفسه لمجرد احساسه ان هذا ضعف .. وان هناك ديناصورات بالخارج لا ترحم هذه المشاعر الرقيقة .. بالعكس تذكر أن أول أسم من اسماء الله عز وجل (الرحـمن) .. وهو سبحانه القوة المطلقة .. يجب أن يدرك صاحب القلب الطيب الرقيق الحس أنه قوى للغاية .. وأن عليه فقط أن يتعلم كيف يدير مشاعره بذكاء بحيث تصل به إلى أفضل صورة منه .. تجعله يعطى الخير والنور لأنه يملك قدرة فطرية على ذلك .. بدلا من أن يضيع الكثير من الوقت فى الشك والريبة فى قدرته على تحمل الحياة والتعايش مع الواقع القاسى .. استعمل قوتك العاطفية فى تخفيف الألم عن الضعيف واليائس والحزين.. فى الانصات إليهم والاحساس بهم .. فى الربت بقوة على اكتافهم والامساك بإيديهم حتى يخرجوا من دوامة اليأس والحزن .. انت بحاجة فقط أن تخرج من دوامة الشك إلى اليقين بقوة الرحمة.




الرمل .. ذلك الكائن العجيب الذى يتراكم فوق الاشياء المنسية .. المهملة .. التى قرر اصحابها هجرها بوعى وتصميم أو بدون وعى .. العجيب انه رغم هشاشته وانعدام وزنه فأنه مع الايام يكون ثقيلا ونمكث اياما كى نتخلص منه .. وفى حالات أخرى قد نمكث شهورا وأعوام فى ذلك .. حينما يتراكم الرمل فوق وجوهنا القديمة .. فوق الطفل الصغير بداخلنا .. أو الاحلام التى كتبناها مرارا ثم نسيناها .. حينما يتراكم الرمل فى هذه الحالات فأنه يجعل تلك الاشياء بعيدة جدا .. لدرجة اننا ننسى وجودها ونتخيل اننا كنا دوما ذلك الشخص الحالى الذى فينا .. ثم فجأة فى لحظة تهب ريح خفيفة فتكشف جزء تحت الرمال .. لحظة تطل فجأة سعادة غابرة من داخلنا .. ومضة من الذكريات تجعل قلوبنا تنتعش وتفيق .. تبدو لحظة صغيرة لكنك تريد أن تمسكها للابد .. تتوسل إليها ان تعود لا ترحل .. لحظة أن كنت سعيدا جدا .. طموحا ملىء بأحلام وردية عن الاكتشاف والنجاح والحب .. لحظة ان كنت شجاعا لا تخاف من الزمن ولا قسوة الناس .. يمتلىء قلبك بأحلام سعيدة عن الترحال للعالم وتحقيق حلمك فى هذا أو ذاك .. ثم تختفى تلك اللحظة كما ظهرت تاركة اياك فى حالة من الذهول .. الذهول من كم التراب الذى يعلو قلبك وانت لا تدرى به .. وكم الوجوه والاحلام المدفونة تحته .. لذلك خلق الله عز وجل التراب أمامنا كى يكون لنا منبه .. هذا المكان يحتاج للتنظيف .. يحتاج أن يعود إلى جماله ورونقه القديم .. حينما تتأمل قصرا متربا فأنك تتسائل أى حياة سكنت فيه .. وتتخيل وجوه اصحابه النضرة الشابة التى كانت تجول فى المكان تسقى الزرع وتسكن الغرف وتتناول الفطور .. أيمكن أن ينتهى كل هذا مع الايام .. أيمكن أن يعود هذا القصر إلى الحياة .. هذا قرار أصحابه  .. طالما لا يزال معهم المفتاح يمكنهم تجديده وتنظيفه ودهانه والعودة به إلى أفضل مما كان ..

كنت أفكر انه ليس بالضرورة أن تعود لإنسانك القديم السعيد .. ليس بالضرورة ازالة التراب معناه ان تظل تستخدم الراديو القديم .. هناك الكثير من الاشياء قد تغيرت .. إدراكك ذاته تغير .. فهذا يستدعى ايضا أن تكون نسخة جديدة منك هى أفضل من أى نسخة قديمة .. نسخة لم تتخلى عن احلامها ولا سعادتها .. لكنها اصبحت أكثر علما وقوة وإدراكا بما حولها .. لقد اكتشفت اننى لا اريد العودة لشخصى القديم .. بل اريد ان ازيل التراب فقط عن الذكريات الحلوة كى اصطحبها معى فى السفر .. السفر إلى أراض جديدة بداخلى .. حينما اشعر بالخوف .. بالحزن .. بالتيه .. اخرج هذه الصور واتأملها واحن إليها وابكى وافرح .. أن قلبك لا يزال حيا بهذه الذكريات فتبث الدفء فيه ويسمع موسيقى جميلة تؤنسه .. لكن لابد من الترحال دائما ولابد من الاسكتشاف حتى تستقر فى أرضك النهائية .. ما هى ومتى نصل إليها .. اعتقد انها كما تقول صديقتى (حينما تصل إلى افضل نسخة من نفسك).




اقرأ قصة (السيانيد الساطع) لأجاثا كريستى وهى قصة مليئة بالمشاعر القوية جدا .. واقصد بالمشاعر القوية هنا ان ابطالها يفكرون فى عواطفهم ويسترسلون معها إلى عمق بعيد .. يصيبهم جنون الحب والكبرياء والتهور وينغمسون فى عذاب هذه المشاعر جميعا .. فكرت فى الحب لأنه أقوى عاطفة أحاطت بالبطلة (روز مارى) والتى يعنى أسمها (الذكرى) فهى لم ينساها أحد .. لماذا يصاب الانسان بجنون الحب .. ولماذا يستعذب هذا الشعور رغم علمه جيدا انه سيؤدى به إلى خطأ عظيم .. ربما يؤدى إلى الخيانة .. الانتحار .. أو أقل الاحتمالات جرح فى القلب غائر وذكرى قد لا تنمحى .. هل الحب شىء سىء يتجنبه العقلاء من الناس وينغمسون فى كل شىء سواه هربا منه؟ .. أم ان هذه نظرة مشوهة أيضا مثل نظرة مجانين بالحب بالضبط.

الحب جميل جدا .. ونبيل جدا .. وهذه الكلمة الثانية بالذات تنقى الحب من شوائب الخيانة والكذب والاخفاء تماما .. كل علاقة يشوبها تلك المعانى الوضيعة ليست حبا حتى لو اقسم اصحابها على ذلك .. ان المعانى الخبيثة ليست جبنا يوضع داخل شطيرة معنى نبيل أبدا .. انها منتنة يشمها رائحتها أصحاب الفطرة السوية ولا يقبلونها تحت أى مسمى .. فما الذى يدفع الانسان إلى أن يأكل من القمامة؟ .. هل لأنه لا يستطيع أن يقاوم .. لأنه ظمآن للغاية ووجد الارتواء فى الحرام .. لو كان الامر كذلك فلماذا يحاسبنا الله عز وجل على الزنا .. إذا كنا لا نملك أمر غريزتنا فلماذا يكلفنا بما لا نطيق .. ان الانسان حينما يمسه الجنون لا يعرف كيف يعود .. بل قد يستغيث بالناس أن تنجده وهو ما حدث فى القصة .. فكان (ستيفن فارداى) يحاول جاهدا أن يتملص من عشيقته التى يحبها بجنون لأنها تدمر مستقبله وبيته .. فلم يرتاح سوى بعدما ماتت .. لماذا يصل الانسان لهذه المرحلة العميقة فى المشاعر .. وهل هذا صواب أصلا .. اعتقد ان التعلق بإنسان أو رغبة شىء بشع .. التعلق الذى يظلم الحياة فى عينيك ويجعلك عبدا لشىء مساوى لك أمر ترفضه النفس ولا ترتاح إليه .. لذلك تسمع كلمات العذاب فى حب انسان لأنسان لكنك لا تسمع عن احدا تعذب فى حب الله ابدا .. لانه تعلق بالباقى وبنبع الحب الذى يفيض على الكون .. والذى لا يأخذه احد ولا يحتكره .. ولا يموت والذى كلما احببته اعطاك المزيد على عكس كل شىء .. هذا هو قانون الله عز وجل .. احبب ما شئت فإنك مفارقه .. ولذلك فأن الدخول من هذا الطريق خطأ من البداية .. طريق التعلق الزائد ومنهج الله عز وجل يحمى الانسان من ذلك .. كان الشيخ الشعراوى يقول (ان مراحل الرغبة فى الانسان ثلاثة .. اولا الادراك .. ان ترى الشىء بحواسك وتشمه وتلمسه فتعجب به ..فإذا ما أدركته حدثت نفسك به .. فنزعت إليه محاولا اخذه بكل طريقة .. وهذه المرحلة الاخيرة هى الاشد والاصعب والتى يصعب على الانسان مقاومتها .. لذلك تجد الله عز وجل العليم بنفس الانسان يحميه من البداية ويسد عليه الباب بقوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) .. (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن) .. إن هذا مما يوفر على الانسان الكثير من المشاق والبلبلة وتجعله منتبه لحياته وللكون حوله .. أخذا منها ما ينفعه لا يعميه عن مصلحته شىء ..

لكن هل منهج الله عز وجل يحرم الانسان من الحب .. من الاحساس والسعادة .. لا ابدا منهج الله هو الذى يؤدى بالانسان الى السعادة اصلا ..  والله عز وجل الذى يملك القلوب هو الذى يقذف بالحب كأجمل ما يكون فى قلب من أتقى .. اسمع قول الله عز وجل ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ). تأمل حينما يغنيك الله بعد حرمان كيف سيكون العوض والحب والاطمئنان.

لذلك على النقيض مما يفعل ما حولك عليك ان تسد الابواب كمثل ما سد يوسف عليه السلام .. وأن تؤمن انه ليس كثرة عدد من وقع معناه بالضروره ان هناك ورد تحت فى الهاوية .. ان الهاوية عميقة وقد تسمع صراخ الساقط فيها وكأنه يناديك كى تلحقه .. لكنه ما ان يصل للقاع ويجد صخرا يكسر قلبه ستتعلم من تجربته ان تبتعد فى اخر لحظة .. وان تؤثر السلامة والعافية لأنك تبحث عن الطريق الصحيح وليس هواية السقوط فحسب.




لا أنسى تلك اللحظة التى نظرت فيها لفوق وأنا أتسلق جبل كاترين .. كنت فى منتصف المسافة لكن بدت لى الحجرة البيضاء الساكنة فوق الجبل بعيدة جدا .. كأنها نقطة لا اتخيل الوصول إليها .. لكنها كانت بيضاء جميلة تستحق الرحلة .. حينها خطر على بالى خاطر .. تخيلت لو ان هذه الحجرة البيضاء الصغيرة اتحمل لأجلها كل هذا التعب .. الاجهاد والملل والشك فى الوصول والمحاولة من جديد بشتى الطرق لإبعاد اليأس من نفسى حتى لو ظللت أحدق فى حذائى طوال الطريق غير ناظرة إلى الحجرة حتى يفاجئنى الوصول إليها (كانت هذه بالمناسبة نصيحة المرشد البدوى صاحب الخبرة الطويلة فى الصعود) .. تظهر القمة بعيدة للغاية بلا أمل ولكن فى خلال ساعات تجد نفسك أمامها .. وتندهش ان الرحلة لم تكن شاقة لهذا الحد .. وتندهش أن ما تراه على القمة هو أجمل مما حكى لك الاخرون وتخيلته وتحملت من اجله .. نعم بعدما رأيت هذا وفى لحظة النظر إلى الحجرة البيضاء وهى لا تزال بعيدة .. فكرت فى الله عز وجل .. فكرت هل خالق هذا الكون كله ألا يستحق الوصول إليه رحلة شاقة .. رحلة مليئة بالعزم على الوصول والصبر والتحمل .. بالتمتع بالرحلة وتأمل ما حولك والشعور بالامتنان على أن وهبك الصحة والطعام والشراب والصحبة التى تصاحبك فى الرحلة كى لا تكون وحيدا .. بالتطلع من وقت لآخر للتأكد هل نهبط أم نصعد .. بمقاومة الشك وقهره لأنه الشىء الوحيد الذى سيشل حركتك .. ما ساعد هولاء الذين نجحوا فى الوصول لقمة الجبل أنهم رغم شكوكهم .. ويأسهم .. لم يفقدوا الأمل فى الوصول ولذا أكملوا الرحلة .. ربما لم يؤمنوا بالقوة التى بداخلهم بقدر ما آمنوا بقدرتهم على الوصول .. وبأن القمة تستحق .. وبأنهم سيصلون على قيد الحياة وعندها سيرون لحظة لا يعرفها سواهم .. هولاء الذين تسلقوا أفرست فما بالك بهولاء الذين أتجهوا للخالق مباشرة .. حتى لو كانوا فى بيوتهم .. حتى لو لم يملكوا حق السفر والتسلق .. لقد عرفوا ان القلب هو المراد بالوصول وليس أجسادهم .. هو الذى عليه التعب والمقاومة والأمل والسؤال والاجابة .. فإذا ما وصل القلب لله عز وجل فقد وصل الانسان .. إذا ما أستقر وسكن فقد خلع حذائه وأنزل متاعه ووقف ينظر للنور حيث لا شك ثانية .. أيمكن أن يصل الانسان لهذه اللحظة فى حياته .. أيمكن أن يصل لله قبل أن يذهب إليه رغما .. نعم فقد عرفنا أناس عاشوا بيننا ولم يكونوا بيننا .. كانوا فى ملكوت عالى ولا أحد يعرف أسراره سوى الله ثم هم ..


لكنى استغرب لماذا لا نركز فحسب .. لماذا كلما ركزنا فقدنا البوصلة وتطوحنا فى الدنيا يمنة ويسرة تلهينا عن الصعود .. وتجعلنا نبحث عن فردة حذاء بالية بين الجبال .. فردة حذاء لا نجدها ابدا .. ثم نكتشف بعد مرور السنين اننا ابتعدنا كثيرا وان غيرنا طار إلى فوق .. ونكتشف الكثير جدا بجانبنا ممن يبحثون هم أيضا عن نفس فردة الحذاء الضائعة .. أنا ليس عندى مشكلة فى فكرة البحث لكنى فعلا أحزن كلما فكرت أن هذه السنين كانت من أجل شىء لا قيمة له .. أفهم أن أبحث عن طريق أفضل للصعود .. عن تتبع الاثر الصحيح .. عن طريقة لتخفيف الحمل وتحمل الحر والبرد وجعل الجسد يتحمل الحرمان لساعات حتى نجد زادا فى الطريق .. لكن أن أترك كل تلك الأمور وانشغل فى البحث عن وهم صنعته فى خيالى .. المشكلة أن العمر قصير .. والنقطة التى نتوقف عندها هى النقطة التى تحدد مكاننا من الله عز وجل .. حيث نحن بعيدون .. باهتون .. ظمآنين للنور والنجاة .. أو نحن قريبون تحملنا الملائكة إلى ربنا عز وجل حيث فعلنا أقصى قدرتنا فيكرمنا الله عز وجل ويأخذ بأيدينا المرهقة إليه .. هل نشك فى ذلك .. أبدا .. فلماذا لا نراه .. لا نستوعبه .. لا نبدأ الرحلة منذ الآن والآن فقط .. ننسى الماضى أو نتخذ منه زاد ولو قليل .. ونستعين بالله فيما تبقى من عمرنا ونحاول تلك المرة أن نركز .. وننظر للقمة البعيدة حتى لو كنا لا نراها .. دعنى أعترف بشىء ..وأنا اتسلق الجبل لم أكن اعرف ماذا سأرى لكنى اعرف انه شىء جميل جدا .. رائع .. حينما وصلت رأيت اجمل بكثير مما توقعت .. شىء يجعلك تبكى من جماله ..جلال وهيبة لا يشعر بها سوى من صعد لفوق .. فما بالك برب العالمين .. أعتقد اننا نريد جميعا تلك اللحظة .. أذكر مرة انى كنت أتطلع للبحر وقت الفجر .. كانت لحظة من السلام لا توصف .. اللون الابيض فى كل ما حولى .. فى السماء والبحر والرمال .. حتى الكابوريا بدت فى تلك اللحظة أليفة تتنفس نسيم البحر المنعش وتتنعم فى كون خالقها .. عرفت وقتها ان هذا هو خلق الله حيث السلام والنور .. فما بالك به عز وجل.






لكل معركة راية .. راية توضع فى النهاية وتنغرس فى الأرض معلنة المنتصر .. وبإذن الله ثم بإرادة الاقوى من المتصارعين تتحدد النهاية .. وينطفىء غبار المعركة وتهدأ الاحصنة ويحُصى عدد الجثث والغنائم والاسرى .. فى النهاية يسكن الدم والفوضى ويعم السلام .. السلام هذه الكلمة البعيدة القريبة .. التى يرجوها الانسان كأمل وحلم ثم هو يخوض معركة تلو الاخرى .. أليس من الغريب أن يكون السلام هو ثمن الحرب .. ويكون سلاما دائما قويا بقدر ما كانت طبول الحرب عالية وبقدر ما كانت إرادة المقاتلين قوية .. غريب أن كل واحد فينا يقاتل أصلا للوصول للسلام .. وهذا يجعلنا ننظر جيدا لفكرة الحرب .. متى تبدأ ومتى تنتهى وكيف نغرس الراية ونكسب أرض جديدة بحيث لا تُنتزع الراية ثانية .. اننى اتحدث هنا عن أهم حرب وأصعب حرب .. حرب الانسان مع نفسه.


هل سمعت قبل ذلك عن أحد يُقال له لقد وصل إلى السلام النفسى .. انه متصالح مع نفسه .. لذلك تجده يضحك من قلبه .. تجده متسامح ومسالم ويحمل الخير عن قوة وليس عن ضعف وذلة .. هل عرفت هذا الانسان قبل ذلك .. لو كنت قد عرفته فإنى اعجب كيف لم تتمسك به .. كيف لم تصاحبه مصاحبة التلميذ لمعلمه ..لا يصلح أن يعبر فى حياتك مرور الكرام كغيره بل حاول ان تسمع تفاصيل حياته .. لانه بالتأكيد لم ينتصر فى تلك الحرب بسهولة .. والاسلحة التى معه متطورة سابقة العصر التكنولجى العبقرى .. كيف انتصر على الغضب .. على الكراهية .. على الغيرة .. على الانتقام .. على الشهوة .. على الخوف .. هل أسلم أمره لله تماما فأستمد القوة منه .. هل علم أسماء الله عز وجل وحاول أن يخضع نفسه العصية كى تتمثل بهذه الاسماء .. كيف أمتلك هذا المعين من الصبر .. فبالتأكيد لا يصل لهذه القوة الا الصابر .. الذى يأتيه وازع الغضب فيكظم غيظه وهو على وشك الانفجار .. ويعبر هذه اللحظة الشديدة فينتصر .. هنا حقق انتصار مروع .. يستحق الفرحة به أكثر منa أى انتصار مادى .. عليه أن يحتفل بالليل ويسجل تلك اللحظة التاريخية .. لحظة أن بدأ فى أول مرحلة للعفو ..


هل أنت منتبه أن هذا هو ما علينا القيام به فى الحياة .. إنه لذلك كانت الحياة أصلا .. لأجل ان نفتتح أراضى جديدة داخل أنفسنا .. لأجل ان نتطور من طفل صغير يصرخ طلبا للطعام إلى محارب يصرخ طلبا للحرية .. الحرية من ذل العبودية لشهوته .. وللناس .. سبحان الله العظيم .. لماذا يشعر الانسان بالذل بعد فعل الشر؟! .. ألسنا نفعل الشر لأننا نظن اننا بذلك ننتصر ونستحوذ ونأخذ .. لماذا حينما نعطى نشعر بسعادة غير عادية؟! .. وبأننا أقوياء جدا .. الله عز وجل جعل القوة فى الخير .. وجعل نفس الانسان لا تستريح ولا تعرف السلام سوى حينما تفعله .. لذلك لو أردنا الانتصار فى تلك المعارك الداخلية علينا أن نعطى بإرادتنا القوة لكل ما هو خير .. للأخلاص لله .. للصدق .. والتواضع .. والعفو .. عندها تنتهى كل معركة صغيرة بإنتصار عظيم تفرح به .. لا أقول ان نجعل كل معاركنا كذلك فلن يحدث .. ولكننا نحسبها بعدد المرات .. كل مرة ينتصر فيها فريق كلما عرف الفريق الاخر انه ضعيف وان عليه ان ينسحب .. هكذا يقوى الخير فينا ويرسخ .. وليس الامر فجائيا وليس الانتصار يحدث من مرة .. نعم حينما يريد الله عز وجل أن يهدى إنسان فأنها تكون كلمة واحدة تقلب موازيين المعركة جميعا .. لكنه سبحانه عادل جعل الكل يخوض تلك المعارك .. حتى عمر بن الخطاب نفسه أسلم فى لحظة .. ولكنه ظل عمرا طويلا يربى نفسه العصية حتى رفعت الراية البيضاء لإرادته التى أرادت الخير.

ما أريد قوله هو أن لا نستسلم .. أن لا نرفع الراية البيضاء لأن ما سيحدث هو ان الشر سينتشر ويرسل جنوده تحصد الخيام والطعام والأرض وكل شىء .. وهو يتسلل من الخلف ويرتدى قناع يحمل وجهك لذلك نقول (اللهم احفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى واعوذ بعظمتك ان اُغتال من تحتى) .