اجمل ما فى مسلسل (لن أعيش فى جلباب أبى)




احب ان اشاهد مسلسل (لن اعيش فى جلباب أبى)  من حين لآخر ... انه مثال للحب الصافى والاخلاق والاخلاص فى الحب .. تمثل لى اجمل قصة حب شاهدتها فى حياتى .. ربما ليست قصة حارة فائرة المشاعر ولكنها مخلصة .. ليست تحمل الكثير من المراهقة فى الحب والحيرة التى نستمتع بها .. ولكنها على العكس تحمل الكثير من الشعور بالامان والاخلاص والصبر عبر رحلة الحياة ... هكذا هو الحب بالنسبة لى .. حينما افتقد الامان فى الحب لا احبه .. ولا أريده .. لأنى ارى نهايته .. فالانسان الذى اعتاد ان يكون انانيا .. مراوغا .. لا تتوقع أن تكون الحياة معه مريحة وسعيدة .. على العكس لحظات الألم فى القصة أكثر .. والجرح فى القلب بعد الفراق عميقا بلا سبب .. لأنه جرح كرامة وليس جرح فقد.

قصة (عبد الغفور البرعى) تمثل الأسرة البسيطة التى رغم ثراءها فهى لا تشعر به .. انها لاتقيم للمال وزنا .. بل للحب والعلاقات الانسانية ... لذلك حينما تتأمل عائلة الوزير تجد دائما اجتماعاتهم حادة .. قلقة .. مليئة بالافكار السلبية .. بينما على الجانب الاخر تجلس عائلة (عبد الغفور) تتناول الفاكهة بعد عشاء محبب .. وتضحك من قلبها .. ذلك لأن القلوب صافية .. والمشاعر صادقة .. لأن عندهم استعداد كبير لإعطاء الحب .. لذلك حينما واجهوا العالم الخارجى المتمثل فى زيجات البنات اصطدموا بشدة .. فلم يعتادوا على الجشع .. والانانية .. ولكن اجمل ما فى القصة انها اخرجت النهاية الصحيحة .. ان الله عز وجل يبارك فى هولاء .. ويحفظهم .. ربما يتألمون قليلا .. ولكن الألم يجعلهم أقوى .. وأكثر فهما للحياة .. ثم فى النهاية يحصلون على ما يرضى قلوبهم .. ولكنهم بحاجة للصبر.. لكثير من الصبر.

هناك مواقف كثيرة تأثرت بها .. منها موقف (عبد الغفور) حينما عرض على اخو زوجته ان يعمل معه .. اعود لمشاهدة هذا المقطع أكثر من مرة .. لأنه نادرا ما تجد احد يراعى (الأصول) .. انه يقول من حقى ان امنع زوجتى .. ولكن ان تجد من يقول ذلك بكل كياسة ولباقة .. بغير جرح مشاعر .. بالاصول .. فهو امر نادر ..

ايضا مواقف (فاطنة) مع زوجها .. حينما اعطته الذهب بكل ثقة وهى لا تحمل ذرة توجس منه .. بلا تردد .. ليس لأنها تثق به فحسب .. ولكن لانها تحبه .. وتحب ان تعطى .. حينما دافعت عنه فترة خطبتها وظلت ترد على اخيها كلما عاب فيه .. ولا يهمها قوله (انتى بترخصى نفسك) .. وهى تبتسم من قلبها .. لا يهمها سوى ان يكونا معا .. فى هذا العصر المادى الذى نعيش فيه .. الذى تمثل فيه العروسة قيمتها ب(القايمة) .. والتى تظل متوجسة من خطيبها إلى لحظة كتب الكتاب .. حتى اننى اسمع اكثر من فتاة تخبرنى انها كانت ستفض كل شىء قبل كتب الكتاب .. ما الذى يجعلها خائفة كل هذا الحد .. هل لأنها خائفة من المسئولية .. ام خائفة منه؟

موقف (عبد الوهاب) الذى تحبه أمه اكثر من اى شىء فى الحياة .. كم رأيت تلك القصة .. واستغرب لماذا تحب الام المصرية الولد اكثر من البنات (بينما لا يفعل الاب ذلك) .. كيف تدلل رجلها الصغير حتى تصبح البنات اكثر تحملا للمسئولية منه .. هناك شىء غريب لم افهمه بعد فى نفسية تلك المرأة .. شىء تفتقده .. اشفاقا مثلا .. لا أعرف .. ولكن النتيجة تكون لغير صالحه غالبا.

هناك شىء اشعر به كلما دخلت بيت (عبد الغفور) .. شعور غريب بالامان والسعادة .. فى ظل العالم الخارجى الذى اصبح قاسيا بشدة  .. افتقد هولاء البسطاء الذين لا يحملون هم الثراء ولا النجاح ولا المنافسة .. لو كانوا هولاء فاشلون فمن هو الناجح إذا؟ .. الذى يركض وراء أموال متراكمة فى البنك ولا يهنأ بلحظة سعادة مع أسرته .. لا يصنغ صندوق ذكريات معهم .. أم الهائم على وجهه يبحث عن اجابة لأسئلته الوجودية .. من انا ؟.. وما هى قيمتى فى الحياة ؟.. ويستثمر فى التفكير والحيرة اضعاف ما يستثمره فى الحب والعطاء .. لذلك فهو لا يجد راحته ابدا  حتى يتعلم كيف يحب .. أم هذا الذى يركض وراء علاقات كثيرة غير مجدية .. محاولا ان يكون يحصد الكثير من القلوب كأنه سوبر ماريو .. ثم فجأة يقطع علاقاته حينما يمل منها .. لأنه اصلا لم يدخلها كى يعطى .. بل كى يأخذ .. سواء كان هذا الاخذ اهتمام أو وقت او كلمات ..

اننا نحاول ان نفهم الحياة .. وهذه محاولات حميدة .. ولكن ما يساعدنا كثيرا فى هذا الأمر ان نكون مثل (عبد الغفور) و(فاطنة) .. اصحاب قلوب صافية .. تغمر العالم الذى حولها بالحب .. وان نتخلى عن خرافة أن المال والنجاح المادى سيجعلنا سعداء .. لأنه لن يفعل ذلك.





No comments:

Post a Comment