هل العدوانية غريزة ام اضطراب؟
من أكثر المخلوقات التى
تلفت انتباهى هى القطط .. احب حركاتها الشقية الغير متوقعة .. أحب دلالها وموائها
وطريقة مشيها .. شىء واحد امقته حقا فى القطط ... حينما تتشاجر .. تتحول إلى مخلوق
شرس موائه قاسى ومخالبه مؤلمة .. انى اتسائل لما تتشاجر القطط كثيرا .. كلما اقتربت
من بعضها تجد سببا للشجار .. حتى حينما يكون هناك طعام وفير تجد قطة قوية تريد ان
تستأثر بالطعام كله .. وتتوعد من يقترب ... لا يوجد وسيلة للتفاهم بينهم سوى
التخويف والترهيب .. القطة تنظر للاخرى كى تزن إن كانت قوية بما يكفى أم لا .. لا
ينظرون لوفرة الطعام او وسع المكان .. بل لأحتمالة اعتداء بعضهم على بعض .. ورغم
انه سلوك حيوانى طبيعى نظرا لعدم وجود عقل مدرك .. إلا اننا نجده فى تصرفات البشر.
حينما يصبح الانسان عدوانيا
يزداد ضيق أفقه ونزقه .. لا يرى مساحة لفرص التفهم وحلول الوسط وكسب الود بل
مساحات الاعتداء وكسب ارض جديدة .. يلجأ
للطريقة التى لا عقل فيها وهى العنف .. لأنه يؤمن انها الطريقة الوحيدة التى سيحمى
بها نفسه .. لذلك تجده يتفاخر بصحته .. وصوته العالى .. وكلماته البذيئة .. ويعرف
ان من حوله لن يقدرون على رد ذلك فيثق فى فعالية وسائله اكثر .. لأنها تأتى بنتائج
مرضية .. هل التعامل مع هذا الانسان يكون بالعقل ام بالقوة؟ .. يكون بنفس لغته ام
لغة اخرى لا يفهمها .. لو تحدثنا عن التفاهم العقلانى فهو غير موجود تماما ولا
تحاول ذلك اصلا .. ولما يتفاهم وهو يحصل على ما يريد بالفعل .. لذلك غالبا ما يقهر
هذا الانسان أما شىء أقوى منه ..
أو أذكى منه ..
هل التجاهل فى حالته هو
الفعل الصحيح .. ربما .. ولكن التجاهل الذكى .. التجاهل الذى يجعله لا يؤذيك ظانا
منه انه انتصر عليك .. التجاهل الذى يجعله يفهم ان العنف ليست وسيلتك للتفاهم ..
فى البداية سيحاول ان يستفزك بكافة الوسائل كى يأتى بك إلى ساحة المعركة .. تظل
انت ممسكا بأعصابك حتى حين .. فإذا ما أفلتت منك لاح على وجهه ابتسامة واسعة ...
لقد استطاع ان يسحبك إلى حظيرته .. فالبداية فى ضبط النفس وهذا يكون فى تجاهل
وجوده اصلا .. تجاهل كلماته الجارحة وافعاله العدوانية والرد عليها بالهزار والضحك
.. عندها سيكسر جوء الكآبة والعدوانية شيئا فشيئا .. ستنفرط حبات الغضب وسط جو من
المرح (هذا الأمر يفلح كثيرا جدا بالمناسبة) .. وإذا وجدت انك نفسيا غير قادر على
ذلك فالاعتزال أسلم حل .. لأنك فى النهاية لا تريد ان تضيع وقتك وطاقتك فى مواجهات
فارغة .. والافضل ان توجهها فيما ينفعك.
هذا لو كنا نتحدث عنك وعن
حمايتك.. لكن لو اننا نتحدث عنه فهذا الشخص العدوانى اعتاد ان يكون غاضبا متوترا ..
انه لا يشعر بالأمان .. لذلك فمفاتحه الشعور بالامان .. ان تعطيه الثقة بأنه شخص
مقبول وناجح .. شخص يمكنه ان يضيف لهذه الحياة وان يحقق اهدافه .. لأنه اعتاد ان
يشعر بغير ذلك .. اعتاد ان يشعر انه فاشل .. مطرود .. غير مرغوب فيه .. سواء كان
فى تربيته او تجاربه .. هو يقول انه لا يهتم بالناس وهذا لأن الناس اذوه نفسيا
كثيرا ... فأصبح يحب الوحدة والانعزال .. لذلك فحاول ان لا توجه النقد والكلام السىء .. ولا ترد كلامه
بكلام .. لأن هذا ابعد وسيلة للتفاهم معه
.. وابدء فى حقن ثقته بنفسه .. وافعل ذلك كى تساعده ان يعود انسانا سويا .. وان
تضع فى الحياة بذرة جديدة مستعدة ان تكون صالحة .. واجعلها لوجه الله
هذا الانسان يمكنك ان تكسب
قلبه وتجعله يشعر بالامان معك .. لو اعطيته ما يريد.
No comments:
Post a Comment