أقطع الحبل - ابدء المغامرة





ينقطع الحبل السرى بيننا وبين أمهاتنا جميعا .. الحبل الذى يربط الاجساد ببعض لكن لايزال هناك حبلا آخر يربط بين العقول لم ينقطع عند الكثير مننا .. ومنه نستقى أفكارنا ومبادئنا وثقتنا بأنفسنا .. ومنه لازلنا حينما ننظر فى المرآة نرى عيون الأم والأب وليس أرواحنا الخاصة .. نظام المبادىء لم يتم تحميله بعد ويتم إعلانك كإتسان حر مستقل التفكير يمكنه أن يتحرك فى الحياة دون الخوف من النقد والتأنيب .. دون تعليق الشماعات أن ما أنت عليه لأنك ورثت الصفة كذا .. أو لأن أمك كانت تسخر منك كثيرا فى كذا .. هذا الحبل السرى موجودا بإرادة صاحبه فقط .. لأنه هو الذى يحدد متى تم نضج عقله وأكتملت أجزائه بحيث تكون غير محتاجة للمزيد من الآخرين .. بل يصبح العقل فى هذه اللحظة شاب مفتول العضلات يمكنه أن يهدم جدارا بنفسه .. ويمكنه أن يتحكم فى تروسه ومداخله بشكل كامل .. وأن يزين بينه ويضع الورود التى يحبها ويختار الكتب والاصدقاء والطريق بنفسه .. بالطبع لابد أن يكون للماضىى أثرا .. ولكن فى تلك اللحظة التى نقرر فيها تحمل مسئولية هذا البيت الداخلى وترميمه وإصلاحه فإننا نكون قد أنفصلنا وأصبحنا قادرين على بناء أسرة بالفعل.

 للأسف فأن حقيقة الانفصال تلك لا ترفع عنك مسئولية الحساب يوم الدين ... ولا مسئولية تحمل نتيجة اخطائك .. ولا المصير الذى تذهب إليه نتيجة أختياراتك .. وبالتالى فأن هذا مما يحفزك أكثر على ضرورة قطع الحبل السرى والبدء فى تغذية نفسك .. يمكنك أن تعود إليهم مادمت ترى فيهم الحكمة والرشد .. ولكن عليك أن تبنى منظومة الفكر الخاص بك وتتحملها وتصبح من القوة بحيث تدافع عنها وتدعو إليها .. هذا هو الإيمان .. ليس بالوراثة ابدا والدليل أن هناك شعبا فى آسيا يملك من الحس الدينى ما يعادل شعوب العرب جميعا .. وهناك شخص واحد فى أوربا يمكنه أن يطيح كفة ميزان الإيمان مع مدينة كاملة فى مصر .. فلا يتهم أحد الإيمان أنه سبب تخلف تلك الامة .. بل منذ أن بدأوا فى التوارث فقط .. فى القهر وإرساء المبادىء والافكار عنوة كما يفعل الجاهل بالضبط .. ظهرت رؤؤس نباتات صغيرة ضعيفة هشة تعتمد أعتماد كلى على الأم والأب فى نظرتها لنفسها ومبادئها وتضاعف اخطأء من سبقوها .. هل هذا ما يطمح إليه الأهل .. أن تكون ذريتهم بهذا الضعف وعدم القدرة على التكيف وتحمل تحديات الحياة القادمة التى لن يروها أصلا .. أليس من الأفضل أن نعلمهم حرية الفكر والتعبير .. وأن نكف الاذى النفسى عنهم وإزدراء أفكارهم وأحلامهم .. أعلم انها سلسلة طويلة التاريخ فى الشعوب العربية .. ولكن علينا أن نقطعها .. سواء تم هذا القرار من ناحية الاهل أم الأبن.

هذه هى أحد المقاطع الجميلة جدا كى تتعلم كيف تنفصل تدريجيا عن هذا الحبل السرى.. أهم نقطتان جذبت انتباهى انك يجب أن تفكر فى مشاعرك جيدا وتحللها كل يوم .. المشاعر الاساسية البسيطة كالغضب والحزن .. لأنك حينما تصل لجذر الشعور فإنك وقتها ستكون قادرا على العلاج .. النقطة الثانية أكتب أحتياجاتك واعترف بها .. ولا تنظر إليها كشىء غير مهم حدوثه أو تحقيقه .. وهى لا تتحدث عن الرغبات العابرة هنا .. بل عن الاحتياجات العميقة التى تأن بداخلك .. ثم أدعو الله بها كثيرا وأسعى لتحققها.. أعتقد انه منذ اللحظة التى ترى فيها إحتياجاتك ليست بحاجة للمناقشة والإقناع .. حينما تتوقف عن لعب دور المتهم فى حياتك الذى يدافع عن نفسه أمام قضىاء الناس .. فهذه علامة جيدة لتعرف انك قد أصبحت إنسانا حرا بالفعل..

https://www.youtube.com/watch?v=HtDIFA5KhWo



No comments:

Post a Comment