اختبار الستة عشر شخصية



أجريت اختبار ال16 personalities  المعروف فى علم النفس .. وهو اختبار يقسم طباع الناس إلى 16 شخصية بناء على مجموعة اسئلة ويظهر لك النتيجة ومن يشابهك من المشاهير وما نقاط ضعف وقوة هذا الطبع وما الى ذلك .. وجدت نتيجة الاختبار دقيقة لدرجة انها اظهرت صورة الشخصية التى انا عليها فعلا .. كنت أشك ان الاختبار سيحتار فى فهم اجابتى التى تقع ما بين الحزم حينا والتردد احيانا..وتسائلت كيف سيعرف من حرارة الاجابات والذبذبة نوع الشخصية بالضبط .. لكنى وجدته أفلح فى ذلك مما جعلنى افهم ان هذه الطباع الستة عشر تشبه الدوائر الكبيرة جدا .. كل دائرة يقع فيها ملايين الناس فيمكننى انا وويل سميث أن نكون داخل نفس الدائرة هو على حافتها وأنا فى على الحافة المقابلة لكن فى النهاية نحن نملك نفس الطبع .. ومعنى نفس الطبع ان تفاعلنا مع الافكار التى حولنا والتجارب والاحداث المحيطة متشابه ..لكنه لا يعنى بالضرورة ابدا اننا سنملك نفس العمل ولا العلاقات ولا المصير .. فيمكن لساعى فى مكتب أن يتشابه فى الشخصية مع رئيس جمهورية أمريكا..


ولكن السؤال كيف يمكن أن يكون البشر 16 شخصية متباينة الاختلاف ورغم ذلك فإن مصيرهم اثنان فقط .. جنة ونار .. معنى ذلك ان الطبع لم يكن يوما هو المسئول عن مصير الانسان وإلا لكان من الظلم ان نجد طبعا أقرب للجنة واخر اقرب للنار .. لأن طبع الانسان يولد به وهو لا يتغير إلى النقيض ابدا .. لا يمكنك ان تجد انسان محب للعزلة يمكنه ان يتحول إلى اجتماعى شديد الالتصاق بالناس .. او انسان خيالى يتحول إلى إنسان عملى .. يمكنه ان يدخل الدائرة المجاورة بنسبة لكنه لا يتحول إلى طبع مختلف ابدا .. وقد رأيت بعينى اخوين صغيرين تربيا فى نفس البيت والاسرة واجتمع عليهم ذات العوامل .. لكن هناك تناقض واضح بينهم .. احدهم هادىء قليل الكلام والثانى مفعم بالحركة والشقاوة .. هذا ظهر فى السنين الاولى من اعمارهم وبالتالى فمن الصعب أن نقول ان طبع الانسان هو سبب سعادته وشقاوته .. لأن الله عز وجل عدل لا يظلم احدا .. وجدت ان الطباع هى شىء رائع ويعبر عن قدرة الله عز وجل العظيمة .. ان نفس النبات من نفس التربة وذات الماء يشب كى يصبح جوافه وبطيخ وبرتقال .. لذلك من الحكمة أن لا نشد ونضرب على يد البطيخ ليكون جوافة ابدا .. إنما نعطيه المساحة وكمية الماء اللازمة والسماد كى يكون أفضل بطيخ ..


لكنى حينما أعود للسؤال كيف يمكن للطباع الستة عشر ان تنتهى لاحتمالين فقط .. هذا يعنى انها مطية كل إنسان إلى غايته .. وان صاحب القرار الأول هو إرادة هذا الانسان للخير أو الشر .. حين يقرر ان يسلك الخير فإن طباعه ستساعده أن يخرج أفضل ما يكون كى يصل للجنة.. والعكس صحيح .. فالانسان العاطفى لو اختار الشر يمكنه ان يكذب ويؤذى ويخون ويصدق السحر والخرافات .. والانسان العملى لو اختار الجنة يمكنه ان يتقن العمل ويقيم مشاريع الخير بإحترافية .. لذلك كان الدين ايضا ليحدث التوازن فى تلك الطباع جميعا .. فلا يغرق الانسان فى اوهام العواطف ولا يتحجر قلبه تحت صخرة الجدية .. كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه مدرك تماما لطبعه الصعب لذلك كان يجبر نفسه على اللين والتواضع والترفق ويبكى كثيرا كى لا يسوقه طبعه إلى النار .. قرأت قصة عنه ان نفرا من المسلمين كانوا يخافون منه لدرجة انهم لا يستطيعون ان يديموا النظر إليه .. فكلموا عبد الرحمن بن عوف لأنه كان أشجعهم على عمر .. فرد عليه ( أو قالوا ذلك؟! و الله لقد لنت لهم، حتى تخوفت الله في ذلك، و لقد اشددت عليهم، حتى خفت الله في ذلك، و ايم الله لأنا لله أشد منهم فرقاً مني).


اجده ضرورى جدا أن تدرك طبعك ونقاط قوته وضعفه كى تستخدمه فى الوصول إلى الانسان الذى تتمناه .. كلما فهمت الكتالوج كلما تحسن استخدامك لنفسك وحافظت عليها وانتفعت بها على افضل ما يكون .. النفس سر أعطاه الله عز وجل للبشر كى ينقبوا بداخله ويستمتعوا بجمال خلقه .. وجهلك بها يجعلك تنظر للماسة كأنها حجر تلقيه بلامبالاة أو تبيعه فى علاقة بثمن بخس.. 

رابط الاختبار:
https://www.16personalities.com


No comments:

Post a Comment