السؤال الذى يعذبنا كثيرا
ربما تشعر بحيرة ورغبة
فى سؤال (لماذا) .. لماذا الدنيا ظالمة؟ .. لماذا الذى يسرق ويفسد ويقتل هم
الاقوياء والرؤساء والذى يحب الخير والاحسان مجهولون فى الأرض .. لماذا تمتلىء
الدنيا بالفقراء والمشردين والجوعى ... لماذا لا ينتقم الله من الطواغيت بل قد يمد فى اعمارهم ويرزقهم
قوة فوق القوة .. وصحة فوق الصحة .. والناس تأن من ظلمهم .. هل يرضى الله عز وجل بالظلم
- حاشاه - أم ماذا؟
هذا السؤال حينما
لم يجد اجابته بعض الناس كفروا بالله وانكروا وجوده .. لأن الاله لابد ان يكون
عادلا ورحيما وقادرا عليهم .. لابد ان تتدخل يد لتمنع الظلم فورا .. ان هولاء
الناس بشرا يؤمنون من اعماق قلوبهم بالعدل .. وربما كان الدافع اصلا لكفرهم هو
إيمانهم بتلك القيمة العالية .. ولكن هولاء ببساطة لا يسألون سؤالا اكثر اهمية .. لماذا خلق الله الحياة الدنيا اصلا؟ ..
لماذا جعل تلك الارض بما عليها من حدائق وانهار وجبال .. وهذه السماء والنجوم ..
والحيوانات بمختلف انواعها .. والليل والنهار .. ثم أتى بالانسان كى يحيا بين ذلك كله .. ما أهمية وجوده
اصلا إن لم يكن له دور فى إصلاح الدنيا .. هل خلق الله عز وجل كل ذلك كى نأكل
ونشرب ونتزوج ونرتاح .. هل تظن للحظة ان
ربنا خلق كل ذلك كى لا نفعل شيئا قط .. كى نرفع ايدينا عاجزين نقول لربنا (اللهم
انصر المظلومين وانتقم من الظالمين) .. ثم ننتظر فى كل مرة انتقام السماء؟!
نعم ان الله قادر
على الانتقام فى لحظة ولكنه يؤخره لأجل ان يتحرك الانسان ويغيره ويزيله (ولولا دفع الله الناس بعضهم
لبعض لفسدت الأرض) .. فإذا وُجد أناس يؤمنون بالله ويعرفون منهجه .. يؤمنون ان
القوة للحق .. وان العدل والرحمة هما من اسماء الله الحسنى .. فإنهم يتحركون
بقوتهم الانسانية مؤمنون بقوة الله التى ستنصرهم .. لذلك يقول الله عز وجل فيهم
(ألا أن حزب الله هم الغالبون) .. هولاء
لا يمكن أن يغلبهم احد ابدا ولو قرأت التاريخ ستجد ان هذه الفئة دائما - دائما - منتصرة .. ولقد قرات قصة الملك قطز الذى كان حكمه سنة واحدة سحق فيها جيوش التتار التى ملأت الارض دما وفزع الناس منهم كل الفزع .. كان صادق النية لدرجة ان قال للمماليك وهم مختلفون حول من يمسك الحكم (انا اريد فقط ان أحكم لنهزم التتار ثم ادع الامر لكم) فرضوا وسلموا وقاتلوا معه .. بعدما أتم مهمته قتلوه .. هو لم يكن يريد اكثر من ذلك .. كان يريد من كل قلبه أن ينتصر للحق فجعل الله عز وجل على يده هزيمة أعظم جيوش الأرض شرا فى ذلك الوقت.. وقد قالوا عنه انه شاب طويل اللحية .. كان كثير الصلاة والصيام.. احبه الناس كثيرا ودعوا له بالخير ... لو قرأت التاريخ ستجد ان هناك ملوكا عظيمة ملأت الارض عدلا وشهد لهم الناس بالصلاح والخير.. وهناك فرسان ومصلحون وثائرون غيروا وجه العالم وانقذوا اقوامهم.
ولكن أغلب التاريخ إما فئات ضعيفة قد غلبها حب الدنيا والتعلق بها حتى جعلها ترضى بحياة الفئران .. وتؤمن ان نصيبها من الدنيا ان تحيا عبيدا لغيرهم .. وفئات قد تمكنت بأسباب الدنيا من الوصول للقمة واستعبدت الناس .. هاتين الفئتين لا يقعان تحت قول الله (عبادا لنا) .. ورغم ذلك عدل الله لا يتركهم .. فإنه يظل يمهل للظالم .. يزيده قوة .. ومالا .. وسلطانا .. حتى لا يكون له عند الله حجة يوم القيامة .. لقد اخذ نصيبه من الدنيا فى كل شىء .. فإذا اخذه سبحانه .. فإنه لا يفلته.
ولكن أغلب التاريخ إما فئات ضعيفة قد غلبها حب الدنيا والتعلق بها حتى جعلها ترضى بحياة الفئران .. وتؤمن ان نصيبها من الدنيا ان تحيا عبيدا لغيرهم .. وفئات قد تمكنت بأسباب الدنيا من الوصول للقمة واستعبدت الناس .. هاتين الفئتين لا يقعان تحت قول الله (عبادا لنا) .. ورغم ذلك عدل الله لا يتركهم .. فإنه يظل يمهل للظالم .. يزيده قوة .. ومالا .. وسلطانا .. حتى لا يكون له عند الله حجة يوم القيامة .. لقد اخذ نصيبه من الدنيا فى كل شىء .. فإذا اخذه سبحانه .. فإنه لا يفلته.
وقد رأينا .. ونرى
.. وسنرى دائما نهاية هولاء .. لا يمكن لأحد ان ينسى مصير هتلر ... وإيفان الرهيب ..
وشارون ... وغيرهم الالاف من الطواغيت القديمة والحديثة ماتوا بكل ذل .. وليس ذلك فقط
.. (وفى الاخرة عذاب شديد).
إن هولاء الذين
يتسائلون (أين الله) وسط هذا الظلم .. لهم اكثر الناس الذين يجب ان يؤمنون بالاخرة
.. لأنهم اكثر الناس الذين تؤمن قلوبهم بالعدل .. فكيف ينكرون حقيقة ونور فى
قلوبهم لمجرد انه لا تراه أعينهم .. كيف لا يؤمنون ان هذا الذى يدفعهم من الداخل
شىء قوى للغاية .. لدرجة ان يصدقوا بحدوثه يوما ما .. فلذلك لابد لهولاء أن يؤمنوا
ان هناك يوما اسمه (يوم الدين) الذى سيقتص فيه كل ظلم .. وستهدأ قلوبهم الثائرة
راضية بما فعل الله .. ما عليهم فى هذه الدنيا إلا العمل ..والجزاء والقصاص
سيكون حتما من عند رب العالمين.. هذا لمن يقرأ التاريخ جيدا ..
ولمن يرى .. ويفهم.
ولمن يرى .. ويفهم.
No comments:
Post a Comment