طريقة عمل كيكة السعادة
هناك انواع مختلفة
من الكيك .. هناك من يحبها غارقة فى الشيكولاتة والكريمة وهناك من يحبها بسيطة
بالبرتقال فقط .. نحب الكيك لأننا نجد فيه
طعم الحلوى .. الدفء والرائحة الشهية .. المنظر الجميل .. ولكننا لا نقدر ان نصنعها كل
يوم .. لأنها تستهلك وقتا ودقيقا وزبدا .. وترص الدهون فينا رصا .. فكيف نصنع كيكة
صغيرة تعطينا طعما للسعادة يوميا ؟
هناك لحظات معينة
.. لحظات حينما نمر بها فإنها تجعلنا نشعر بالاسترخاء .. ونكون اقرب ما يكون
للذوبان فى الكون كورقة الشجر .. فى تلك اللحظات بالذات (ندرك) اننا جزء منه
بالفعل.. تلك اللحظات قد تكون عند أحدهم
هى فنجان قهوة لذيذ .. كتاب ممتع .. اللعب مع الاطفال .. نسمة بحر فى ليالى الصيف .. جلسة سمر مع الأحبة .. نشعر عندها بسعادة غامرة
ورضا عن أفعال الله عز وجل .. ونؤمن وقتها انه يحبنا ويرحمنا .. والدليل انه
اعطانا لحظات رائعة الجمال .. بغير ثمن .. وبغير حساب.
لكن لماذا هذه
اللحظات فى حياتنا قليلة .. لماذا لا تمس هذه اللحظات حياتنا المتوترة المتسارعة
بعصا سحرية فتضفى السعادة على يومنا كله .. هل يؤثر العدد فى ذلك؟ .. حينما نحسب عدد
لحظات اليوم السعيدة ولحظات الشجار .. والزحام .. والحر .. والجوع .. والكلام الجارح
.. والظلم والاذى .. فنجدها أقل بكثير .. فنقرر
ان يومنا سىء ككل يوم .. أم انه ظلم وجحود من الانسان الذى لا يلتفت إلى نعمة ربه
المستمرة .. أتدرك ان لحظاتنا السعيدة ليست تلك التى قررناها فحسب .. ليس فنجان
القهوة اللذيذ .. والصحبة الممتعة .. بل هى فى عيناك التى ترى كل الألوان .. ويداك
وقدماك اللتان تتحركان أينما شئت .. وعقلك الذى يفكر بلا هوادة فى كل ما حوله ..
وهو قادر على الالتفات والتركيز فى الامور العظيمة .. الامور الرائعة فى الحياة
... كما هو قادر على الالتفات للأمور التافهة والمواقف الصغيرة ... يمكنك بعدما
تنتهى من خلاف سخيف فى العمل ان تقرر انه سيلتهم رأسك سائر اليوم غما ونكدا وقلقا
.. أو تقرر ان الناس فيها ما فيها من الضعف الانسانى وان عليك ان تتسامح معه
وتنساه .. وتسلم أمرك لله الرزاق الكريم .. ثم تمضى بقية اليوم فى التمتع بنعم
الله حولك..
إن أزمة الكورونا
قد اثبتت لنا أن الحياة قصيرة لا تحتمل أن نستغرق فى الحزن و القلق .. أن علينا
الاحساس بنعمة اليوم ونحرص على لحظات السعادة فيه .. أن نسرقها من وسط الخوف ..
وسط الاخبار المقلقة .. وسط مشاعرنا السلبية التى زرعنا جذورها بأيدينا فى
السابق . علينا أن نبدأ بالتفكير فى النعمة من جديد بشكل مختلف .. وربما بشكل صحيح
.. انها ليست تلك الامور التى نركض ورائها .. بل هى تلك الاشياء التى رُزقنا بها
بالفعل .. ان السعادة يمكنها ان تكون بعدد الانفاس التى نتنفسها لو شعرنا مع كل
نفس بالامتنان للخالق .. وبثقتنا فيه ... واننا عبادا تجرى علينا أقداره الحكيمة
الرحيمة .. فينفك عنا أغلال الخوف التى منعتنا
من التنفس عمرنا كله ..
1-
استيقظ من النوم فيكون اول كلمة تنطق بها (الحمد
لله الذى أحيانا بعد ان أماتنا وإليه النشور) .. حينما يكون أول احساس لك مع
الحياة ان تشعر بالامتنان .. فإنها فرصة كبيرة أن يظل هذا الاحساس ممتدا
معك طوال اليوم بإذن الله
2-
قبل ممارسة أى مهام فى المنزل أو الوظيفة .. مارس
روتين صباحى خاص جدا بك .. كأذكار الصباح فى
شرفة المنزل .. قراءة فقرات من كتاب ممتع
.. كتابة مذكراتك .. الافطار .. اجعله روتين صباحى تمارس فيه ما تحب ... اجعله
الشىء الذى تنتظره بشغف .. كلنا يحب انتظار اللحظات الحلوة .. فأصنعها.
3-
كن عند لحظة الغروب حاضرا .. بجسدك وعقلك وقلبك
.. اخرج للشرفة أو اصعد سطح المنزل وانظر لغروب الشمس .. تأمل كيف تحلق الطيور فى
دوائر وتغرد .. كيف ترحل الشمس مودعة بدون
صخب .. كيف يتم تبدل صورة الكون امامك فى بطء وتناسق عجيب .. وانت تجلس كى تشاهد
هذا كله فى أمان تام .. ألا يستحق عندها
ان نسبح بحمد الله.
4-
بعد العمل المجهد أو المذاكرة .. لابد ايضا ان
تقوم بشىء تحب عمله .. أى شىء .. كاللعب مع القطة أو الرسم أو القراءة .. المهم ان
تجعل وظيفتك أو مذاكرتك كعكة بثلاث طبقات .. محاطة من فوق بكراميل الروتين الصباحى
ومن تحت ببسكويت الروتين المسائى..
كل ذلك كى يذوب هذا اليوم داخل ألبوم ذكرياتك.
No comments:
Post a Comment