هل يمكن أن يأتى الشر من الخير؟




كنت دائما أسمع كلمة ان الله عز وجل هو الخير المطلق .. وان الخير كله بيديه والشر ليس إليه .. فلا أفهم لماذا يحدث الابتلاء واقابل السىء من الناس واتعرض للتجارب الصعبة .. ثم اننى اتسائل لو كان الله يريد لنا الخير فلماذا هناك أناس تموت كافرة .. وأناس لا تهتدى .. فوجدت بعد تجارب طويلة أن كل تجربة مررت بها كانت تنقلنى الى تجربة افضل .. والى علم اوسع .. وانى فهمت اكثر .. وهنا يتحقق قول الله سبحانه (سنريهم آياتنا فى الافاق حتى يتبين لهم انه الحق).. انك ستمر بتجارب كثيرة كل يوم .. حتى عندما تمر بلا تجربة على الاطلاق فان هذا فى ذاته تجربة ودرس ان لا نتيجة بغير سعى .. وان سنن الله الكونية تنفذ بلطف وحكمة وقدرته المطلقة تنجى من يشاء بغير أسباب .. تنجى المضطر الذى يؤمن تماما فى لحظة دعائه بالله ..

حينما تنظر لكل ذلك تدرك ان الخير كان من عند الله سبحانه .. لكن اختيار الجحود والكفر أو اختيار الشكر والايمان بإختيار الانسان .. يظل الله يبعث للانسان رسائل تنبهه وتعلمه حتى يتبين تماما من الهه وسننه فى الكون .. لكنه يختار فى النهاية بكامل ارادته .. فيعينه الله سبحانه على اختياره .. فهل هناك ظلم فى ذلك .. هل هناك أكثر عدل وحكمة من ذلك .. والله ثم والله .. ان الذى يريد الله سيهتدى إليه (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله مع المحسنين) .. الذى يريد الخير سيصل إليه .. وقد ذهبت من أيام لعزاء أحد الصالحين وحكى لى بناته عن قصة موته وكيف انه كان كالملاك النائم .. وجهه ابيض ومبتسم وقد عاد الى شبابه .. فسألتهم اخبرونى عن حياته .. قالوا انه كان يقضى حوائج الناس ويؤمن بالله ويصلى ويقرأ القرءان .. فرأيت كيف ينتهى الصالحين .. كيف انتهى الشيخ الشعراوى الذى كان يعرف بميعاد وفاته بالضبط ويتجهز له قبلها بأيام.. وكيف مات الغزالى وقد دعا الله سبحانه وهو يبكى ان يموت وهو يدعو لله .. فمات اثناء خطبة ألقاها فى المدينة ودفن بالبقيع .. وكيف مات أبى وقد كان يخشى لقاء الله فمات وقد رأيته أهدأ واسكن ما يكون عن اى مرة فى حياته ... وكيف مات عمرو بن الخطاب الذى دعا الله سبحانه ان يموت شهيدا فى المدينة .. فقتله أحدهم فى المدينة ..

يقول الامام الغزالى (يجب أن نوضح ان اطراف هذا القدر الذى يبدو فاجعا ثقيلا ..نؤكد ان لا يدل على اى اشارة من السخط أو القسوة .. وان الله سبحانه إذ سمح به .. تمشيا مع سننه الكونية التى أنشا الحياة عليها .. ينفذه جل شأنه وهو أرضى ما يكون عن عبده وأرغب ما يكون فى الاحسان إليه .. يقول الله سبحانه فى الحديث القدسى "من أهان لى وليا فلقد بارزنى بالمحاربة .. وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس عبدى المؤمن .. يكره الموت ..واكره مساءته .. ولابد له منه")

مسألة أخرى .. حينما تجد شىء ثقيل عليك .. ثقيل فعله .. تكسل عنه بشدة .. تجد ان دفء الفراش لا يمكن ان يُقاوم .. فقل (لا حول ولا قوة الا بالله) .. فهى لها فعل الاعاجيب.


No comments:

Post a Comment