اؤمن كثيرا بتطابق الطبيعة مع أفكارنا
.. بل انها تجسيد حى لما يحدث بداخل الانسان .. حينما يخالجنى احساس قوى اشعر تارة
وكأنه مغناطيس .. ومرة وكأنه حفرة .. ومرة اخرى كأنه دوامة .. ومرة بستان واسع .. وحينما تبدأ هذه الصورة فى الوضوح أجد فجأة انى
تبينت الحل .. حل الصراعات النفسية والأفكار الهاجمة التى انهكتنى.
ذات مرة كنت أمر بمرحلة صعبة
للغاية .. شعرت فيها وكأننى اقاوم واقاوم مشاعر سلبية .. وان الأمر اكثر من قدرتى على
التحمل .. وبينما انا كذلك إذ تمثلت أمامى دوامة .. دوامة فى عقلى .. ثم وجدت فى
حمام السباحة امامى دوامة صغيرة بالفعل .. فهمت ان هناك رسالة ربانية .. وان الله
لا يترك احدا ابدا يستغيث من داخله بالله
عز وجل.. لبثت امام الدوامة الصغيرة قليلا اتأمل ما يحدث فيها .. فوجدت قطعة من
الخشب تطفو حولها وتقترب .. ولا تكاد تخرج من دائرتها .. كأنها وقعت فى اسرها ..
وكأن تلك الدوامة قد استحوذت عليها .. ولكن بعد اكثر من لفة وجدت الخشبة وقد ارتمت
فجأة خارجها وسبحت إلى مكان بعيد .. فتصفحت الانترنت بحثا عن معنى الدوامة .. ما
هى؟ .. ومما تتكون .. وكيف نقاومها؟ ... فوجدت انها عبارة عن ماء يدور حول نفسه
بسرعة وبقوة .. قد يحدث هذا نتيجة أن يأتى المد سريعا فيلتقى بالجزر .. وقد تتسبب
الرياح فى هذه الظاهرة .. وفى الممرات الضيقة بين الجزر واليابسة .. ويمكن للصخور
والاجسام ان تقف فى طريق تيار البحر فتسبب الدوامة .. فما الذى يدخل الانسان فى
دوامة مغلقة من الافكار التى تسحبه إلى قلبها ببطء .. انها نفس الاسباب .. نتيجة
الافكار السريعة المتلاحقة والمتناقضة .. الصدمات الفجائية التى تحدث فى مسار
حياته .. الأماكن والناس والظروف الضيقة
التى يحبس نفسه داخلها .. انه لا يكاد يطلع على عالم جديد .. وجوه مختلفة تغير من
نظرته للحياة .. فهذا احد الاسباب الاساسية لانحباس الانسان داخل دوامة .. إذا هو
السرعة والصدمات والانغلاق .. أن تكون افكار الانسان اسرع من حركته .. أن تكون
المدخلات لعقله اكثر مما ينتج .. أن يكون كسولا عن الحركة والتواصل الانسانى
الطبيعى .. منعزلا ومنغلقا على افكاره مقتنعا انها صحيحة وناضجة .. وان اى تجربة
جديدة لن تصنع فارقا ..
حذرنا فيلم Walli
من عصر السرعة .. حيث يصبح البشر عبارة عن كتل لحم لا تتحرك تأكل
وتشرب وتحب وتنام وتلعب وهى جالسة فى مكانها .. وعلاج هذا الامر على المستوى
الشخصى يمكن أن يكون سهلا بإستبدال السكر بالفاكهة .. استبدال الانترنت بالتأمل
والقراءة والاصحاب قدر الامكان .. يمكننا ان نفعل هذا تدريجيا .. ان نبحث عن مكان
نحبه .. كتاب نحبه .. صديق نحبه .. شىء نحبه عموما فهو قادر على ان يسحبنا من
الوحدة التى اعتبرها اليد الحديدية التى تدخل الانسان فى دوامة مظلمة.
بحثت عن الارشادات التى يمكن
اتباعها للخروج من الدوامة .. فوجدت اثنتين فقط .. اولا لا تصاب بالهلع .. حاول ان
تتحكم قدر الامكان فى هذا الشعور .. واستمر فى السباحة عكس التيار تجاه الشاطى .. شيئا
فشيئا ستخرج من الدوائر الداخلية القوية إلى دوائر واسعة اقل قوة .. ثم تجد نفسك
بإذن الله قد ارتميت خارجها .. الاستمرار فى مقاومة الافكار السلبية .. الاستمرار
فى السعى كى نتغير إلى هذا الانسان الذى نريد سيوصلنا حتما .. وهذا وعد من الله عز
وجل وهو لا يخلف وعده (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .. ويقول
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله مع المحسنين) .. ألا تكفى هذه
الكلمات كى نصدق اننا سنصل فى النهاية .. وان نتيجة التعب والصبر ومجاهدة الحيرة
ومحاولة الخروج من الدوامة .. ان النجاة ستكون حتمية بإذن الله .. لقد شاهدت مقطع
فيديو مؤثر كثيرا .. احب ان اشاركه معكم كى تروا كيف ان الله لا يضيع ابدا سعى
أحد.
https://www.youtube.com/watch?v=EP7wcxsSx70
كيف ننجو من الدوامة؟
by
سارة حسن المغازى
on
8:34 AM
اؤمن كثيرا بتطابق الطبيعة مع أفكارنا .. بل انها تجسيد حى لما يحدث بداخل الانسان .. حينما يخالجنى احساس قوى اشعر تارة وكأنه مغناطي...